قصة ثأر قبيلة مزينه من الخزرج وقصيدة كعب بن زهير بها ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..




قبيلة مزينه لاشك ان لها تاريخ عريق في الجاهليه
وفي عصر الاسلام وعصر صدر الاسلام وفيها من
الشعراء مايذهل القارئ كشاعر المعلقه :

زهير بن ابي سُلمى

الذي وصفه الخليفه عمر ابن الخطاب انه اشعر العرب
وكان دائما مايحب سماع قصائده ..
ولعلنا سنورد هنا قصيدة ابنه شاعر البرده ..




من تاريخ قبيلة مزينه هذه القصه ..



كانت الأوس من الأنصار حلفاء مزينة فمر رجل من مزينة
يقال له جؤي على الأوس والخزرج وهم يقتتلون فدخل
في حلفائه فأصيب فمر به ثابت بن المنذر بن حرام أبو
حسّان بن ثابت الشاعر المعروف فقال :


ياأخا مزينة ماطرحك هذا المطرح ؟ فوالله إنك لمن قوم
مايحمونك !! يقصد بذلك ان قبيلة مزينه لن تحميه ولن
تقتص له ان قتل ..


فقال له جؤي المزني وهو يجود بنفسه
ويفتخر بقبيلته مزينه :
أُعطي الله عهداً ليُقتلن بي منكم خمسون
ليس فيهم أعور ولا أعرج .


فسارت كلمته حتى أتت عمق ، وهي بلاد قبيلة مزينة ،
فثاروا يريدون الخزرج طالبين بدم جؤي ،

فبلغ مسيرهم ثابتاً ابو حسّان فأنشد يقول :

جاءت مزينة من عمق لتفزعنا . . . قِرّي مزين وفي أستاهِكِ الفُتُلُ



فلقيتهم قبيلة مزينة ببعاث وهي بيثرب ورئيسهم آنذاك هو :

مقرن بن عائذ بن حُديج بن عبدالله بن ثور بن هدمة
بن لاطم بن عثمان بن مزينة ..


وهو أبو النعمان بن مقرن المزني القائد المعروف في الفتوحات الاسلاميه ،


فاقتتلوا فقتل من الخزرج عدّة وأُسر ثابت بن المنذر ابوحسّان
بسبب بيته الذي قاله


وأقسم مقرن بن عائذ أبو النعمان أن لايأخذ فداءه إلا تيساً أجم أسود.


فغضب الأنصار( الأوس والخزرج ) لذلك وقالوا :
لانفعل أبداً ، وغالوا بالفداء ، فلم يقبل مقرن فداء وقال :
لا آخذ مكانه إلا تيساً أجما ً أسودا ً ،


فلما رأوا إنه لابد من ذلك جاؤا بتيس أسود أجم وأخذه منهم
بسوق عكاظ فذبحه مقرن بسوق عكاظ
وأطعم الناس لحمه ..

فأنشد ( شاعر البرده ) المعروف

كعب بن زهيرالمزني يقول :




لـــقـــد ولّــــى أليّتهُ جُؤي
معاشــر غير مطلولٍ أخـــوها


فإن تهلك جؤي فكل نفس
سيجلـــبها كـــذلك جالــبوها


وإن تهلك جؤي فإن حرباً
كظنك كان بعدك موقــــدوها


وماساءت ظنونك يوم تولي
بأرماح وفى لك مشرعــوها


كانك كنت تعلم يوم بُزت
ثيابك ماسيلقى سالــبوها


لنذرك والنذور لها وفــاء
إذا بلغ الخزاية بالغـــــــوها


صبحنا الخزرجية مرهفاتٍ
أبـاد ذوي أرومــتها ذووهـــا


فما عُتر الظباءُ بحي كعب
ولا الخمسون قصــر طالبوها


ولا قلنا لهم نفس بنفس
أقيدونا بها إن لم تــــــــدُوها


ولكنـّا دفعـــنا ظــــماءً
فروّها بذكـــرك منهلوهـــــا


ولو بلغ القتل فعال حي
لَسَرّك من سُيوفِك مُنتضوها





تحياتي وتقديري .. سلمان القصيري ..