هذا موقف من المواقف التي صارت مع الشاعر الكبير بدر الحويفي أنقله لكم كما كتبه الاخ ناصر المسيميري في جريدة الجزيرة
( إليك هذا الموقف الذي رواه لي بدر بنفسه وهو فعلا موقف نبل وشهامة حيث
يقول ذهبت أنا وصديقي محمد بن يحيى الغيداني رحمة الله عليه قاصدين الرياض
وذلك عام 1365هـ مشيا على الأقدام وكان الوقت صيفا فلما وصلنا نفود
الثويرات بعد العصر وإذا بالما قد نفد وقد لحقنا لاعطش وكان عمري ستة عشر
عاما وعمر صديقي ثماني عشرة سنة وقد تأثر كثير ثم وضعته تحت ظل شجرة من
اشجار الغضاء فقال اذهب لعلك تسلم بنفسك أما انا فإني ميت لا محالة يقول
بدر فصرفت وجهي عنه وأخذت ابكي ولاحيلة لي وقرب الغروب بدأت الرمال تبرد
فأخذت الطبقة الباردة قليلا ثم وضعت صديقي وبعد أن صليت المغرب وجلست
قليلا وإذا بالفرج يأتي من الله وإذا بسحابة ترعد فوقنا ثم تمطر حتى أبيض
النفود حيث قمنا وصلينا الصبح ثم واصلنا مسيرتنا وتزودنا بالماء وهكذا حتى
وصلنا إلى الرياض
وقد قال الشاعر بدر الحويفي القصيدة التالية بهذا الموقف :
أنا خويي ما تجاهل حقوقه********** يوم أنعثر وانعاق ما ني مخليه
والله لشيله فوق متني علوقه*********** يوم الضما بانت بوجهه مواريه
لو قال لي معذور باخر نطوقه ********** صديت تذرف دمعتي تقل ما اوحيه
جداي أدافع ضيق صدري وأسوقه********** واقول طيب يا خويي واواسيه
حتى فرجها الله بعد حال ضوقه************ وهلت هماليل المطر من مناشيه
من مزنة صبت علينا حقوقه************ من فضل رب نستعينه ونرجيه
هذا هو الشاعر بدر الحويفي الحربي . ومن أراد قصائد الحكمة والقصائد
الهادفة والمفيدة فليرجع إلى ديوان بدر الحويفي أطال الله عمره وأمده
بالصحة والعافية .) أنتهى كلامه
والسلام عليكم ورحمة الله
ومع الف تحية
